عمليات زراعة الشعر للرأس ، ينبت الشعر في مناطق متعددة من جسم الإنسان، من أعلى الرأس وحتى أخمص القدم، وتبعا لذلك تتعدد أنواع الشعر من مكان لآخر. خاصية تنوع مصادر الشعر هذه تعطي ميزة إضافية في عمليات زراعة الشعر للرأس حيث نجد الشعر المفرود، والشعر المجعد، والشعر الخشن، والشعر القصير والطويل أيضا، وذلك التنوع الواضح يجعل شعر الجسم مختلفا تماما عن الشعر الموجود في فروة الرأس.
عمليات زراعة الشعر للرأس:
يمكننا أن نصنف شعر الجسم إلى نوعين؛ شعر الرأس واللحية، وشعر باقي أنحاء الجسم، ذلك لأن شعر الرأس واللحية لا يصل إلى طور نهائي، حيث أنه دائم النمو، لكن الشعر الموجود في باقي أنحاء الجسم، والذي يمثل نسبة حوالي 60% من إجمالي شعر الإنسان، يكون في صورته أو طوره النهائي.
غالبا ما ينمو شعر اللحية على هيئة وحدات فردية للشعر، لكن توجد بعض حالات نادرة يكون الشعر فيها مكونا من وحدات تضم شعرتين أو ثلاث شعيرات، ويكون ذلك غالبا في حالة اللحية الكثيفة. ومن الملاحظ أن نمو شعر اللحية يكون بمعدلات أسرع ولفترات أطول من عمر الإنسان، أكثر من باقي مناطق نمو الشعر في الجسم، ولهذا السبب يمكن لبعض الأشخاص إطالة شعر لحاهم بصورة كبيرة.
الجدير بالذكر أنه معظم عمليات زراعة شعر في تركيا للرأس واللحية تشهد معدلات نجاح عالية، وتتسم بكونها غاية في الجمال والتناسق، كما أن نسبة إنتاج الشعر بصورة طبيعية بعد إجرائها تتراوح ما بين 60% إلى 100%.
زراعة الشعر في مختلف أجزاء الجسم:
توجد أشكال مختلفة من الشعر في جسم الإنسان، تكون غالبا أقصر في الطول من شعر فروة الرأس، كما أنها تنمو بمعدلات أبطأ من الرأس واللحية كذلك، حيث يكون معدل الطول القياسي لها لا يتعدى 3 إلى 6 سم. وهذا الشعر غالبا ما يتسم بكونه مجعدا، لكنه ليس أكثر تجعيدا مما تتصف به معظم أنماط شعر اللحية.
ومن بين أشكال الشعر الأقل طولا ونموا نجد شعر الذراعين، والشعر الموجود على أصابع القدمين، وشعر الحاجب. وتلك الأشكال أو الأنواع من شعر جسم الإنسان لا تبدو غالبا بنفس خشونة شعر الرأس، رغم أنها قد تتصف في كثير من الأحيان بنفس الصفات. يذكر أن بعض نتائج عمليات زراعة الشعر في باقي أجزاء الجسم تكون متواضعة من الناحية التجميلية مقارنة بعمليات زراعة شعر الرأس واللحية.
ومن بين كل 4 حالات ممن يجرون عمليات زراعة شعر الجسم نجد واحدا فقط يظهر نتائج غير متميزة، لكن توقعات فشل العملية تختفي تماما في حالة الشعر الخفيف والمتناثر. كذلك بالنسبة لشعر اللحية، وعلى الرغم من أن يحظى بنتائج عمليات جدية، من ناحية التغطية التجميلية، إلا أن بعض الحالات لا تفضل الشعر الطبيعي المجعد أو الخشن، حيث أن التباين يبدو صادما على مظهر الشخص، عندما يجد شعر الرأس ناعما ومفرودا، في حين أن شعر اللحية مجعد وخشن.
من أجل ذلك يفضل في بعض الأحيان القيام بإجراء عملية اختبارية بمعرفة جراحك الخاص لاستعادة الشعر، وذلك قبل القيام بعملية على نطاق أوسع من الجسم. حيث يقيم هذا الاختبار مظهر الشعر ومدى القدرة الإنتاجية له، فإذا لم تكن النتائج مرضية للطبيب أو المريض يكون ذلك أفضل لتجنب أية عمليات إضافية .
تحديد أفضل منطقة مانحة للشعر:
من المميزات التي يتمتع بها بعض من يقبلون على زراعة الشعر للجسم، أن يكون شعر المنطقة المستهدفة متماثلا مع مناطق أخرى مانحة للشعر. فمثلا يمكن أن يكون الشعر في المنطقة المستقبلة مجعدا وخشنا، حينها تكون اللحية من أنسب المصادر المتاحة للشعر.
لكن يبقى شعر الرأس هو أفضل المصادر تفضيلا، حيث أنه ينمو بصورة ثابتة، فإذا كان لدى الشخص مصادرا مناسبة في فروة الرأس يتم استخدامها، لكن في حال قلة المصادر المتاحة للشعر في فروة الرأس، تتم تجربة باقي شعر الجسم واختبار مدى ملائمة مظهر الشعر ومعدل نموه.
في بعض الحالات تتم زراعة مناطق خاصة، مثل شعر الحواجب أو الرموش ، حينها تكون مصادر الشعر الأخرى في الجسم أفضل من الرأس، لأنها تحتوي على خصلات أكثر شبها بتلك الموجودة بالمناطق المستقبلة. ففي مثل هذه الحالات يكون شعر الذراعين أنسب لأنه أخف وينمو بطول أقصر من شعر الرأس، وكذلك الحال أيضا مع شعر الرجلين، مما يجعله أكثر ملاءمة للحواجب والرموش. أما عند زراعة شعر الرأس لباقي أجزاء الرأس تكون النتائج أكثر ثباتا وجمالية منها إذا استعمل شعر أجزاء مختلفة من الجسم.
عند استبدال نوع الشعر بأنواع من مناطف أخرى بالجسم يكون ذلك على الأرجح من أجل أغراض جمالية، لكنه غالبا ما يكون على حساب كثافة الإنتاج.
العوامل المرتبطة بمعدل نمو الشعر المزروع:
غالبا ما يكون الشعر المأخوذ من المناطق دائمة النمو له نتائج أفضل وأكثر ثباتا، ومن المعلوم أن المنطقة التي تكون كثافتها أعلى من 36 شعرة لكل سنتيمتر مربع واحد قد لا تعطي نتائج طيبة بعد العملية، لذا فمن الأفضل أن تتم زراعة الشعر بكثافة أقل من 30 شعرة لكل سنتيمتر مربع، حتى تكون معدلات النمو بعد ذلك موافقة لتطلعات المريض.
ويمكن تحديد المناطق التي يكون الشعر المأخوذ منها قابلا للنمو عن طريق الحلاقة المبللة لها، كذلك يجب أن تكون حلاقة الشعر في اتجاه معاكس لاتجاه زراعته، حتى تبدو المناطق المانحة واضحة تماما مثل المنطقة المستقبلة للشعر. والهدف من ذلك هو مساعدة الطبيب على تحديد أماكن نشاط نمو الشعر بدقة،حتى يتم تحقيق أفضل النتائج في أقصر وقت ممكن.
في حالات زراعة شعر اللحية، تتم ملاحظة المناطق الأنسب في صباح اليوم التالي، حيث يجري حصد الشعر الموجود بها. أما بالنسبة للمناطق الأخرى من الجسم فيفضل تقييمها كمناطق مانحة بعد مرور يومين أو ثلاثة بعد الحلاقة؛ لأن باقي شعر الجسم يحتاج لفترة أكبر حتى ينمو.
كذلك يمكن تحديد المناطق المانحة دون اللجوء للحلاقة، وذلك عن طريق الشعر المصبوغ وخاصية الظل الذي تكونه الصبغة أسفل سطح الجلد، على طول بصيلة الشعر.
تتشابه عملية زراعة الشعر للجسم مع تلك التي تجرى لفروة الرأس، حيث يكون نمو الشعر متوقعا بصورة طبيعية خلال مدة ثلاثة أشهر، وعلى أسوء تقدير، يمكن تتغير النتائج للصورة المرجوة بعد مدة تتراوح من 12 إلى 24 شهرا.